وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: ١٠٤، ١٠٥].
ومن صحيح السنة العطرة في آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ الله تعالى يَبْسُطُ يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويَبْسُطُ يده بالنهار ليتوب مسيءُ الليل حتى تطلع الشمس من مَغْربها] (١).
الحديث الثاني: خَرَّج مسلم في الصحيح عن أنس قال: [جاء رجُلٌ إلى النبي - ﷺ - فقال: يا رسول الله! أصَبْتُ حَدًّا فأقِمْهُ عليَّ، قال: وحَضَرت الصلاةُ فصَلّى مع رسول الله - ﷺ -، فلما قضى الصلاةَ قال: يا رسول الله! إني أصَبْتُ حَدًّا فأقِمْ فِيَّ كتاب اللهِ، قال: هل حَضَرْتَ مَعَنا الصلاة؟ قال: نعم، قال: قَدْ غُفِرَ لك] (٢).
وفي رواية: [فقال له رسول الله - ﷺ -: أرأيت حينَ خرجْتَ مِنْ بَيْتِكَ، أليس قد تَوَضَّأتَ فأحسنْتَ الوضوء؟ قال: بلى، يا رسول الله! قال: ثم شهدت الصلاةَ معنا؟ قال: نعم، يا رسول الله! قال: فقال له رسول الله - ﷺ -: فإنَّ الله قد غَفَرَ لك حَدَّك، أو قال: ذَنْبَكَ].
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله - ﷺ -: [للشهيد عند الله سِتُّ خصال: يُغْفَرُ له في أَوَّلِ دُفْعَةٍ ويُرى مَقْعَدَه من الجنة.. ] الحديث (٣).
وفي لفظ: [يُغفر له في أول دفعة من دمه، ويَرى مقعده من الجنة].

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٧٥٩) - كتاب التوبة. باب قبول التوبة من الذنوب.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٧٦٤) - (٢٧٦٥) - كتاب التوبة، باب قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]. وانظر في الباب الحديث (٢٧٦٣).
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي (١٣٥٨)، وصحيح الجامع (٥٠٥٨)، بلفظ: "للشهيد عند الله سبع خصال.. "، وكذلك "أحكام الجنائز" (٣٥ - ٣٦).


الصفحة التالية
Icon