يروي أبو نعيم في "الحلية" بسند حسن عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ الله لو شاء أن لا يُعصى ما خلق إبليس] (١).
ورواه البيهقي في "الأسماء" من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال النبي - ﷺ - لأبي بكر: [يا أبا بكر! لو أراد الله أن لا يُعصى ما خلق إبليس].
وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وما يجيء هؤلاء المشركين الذين يكذبونك ويجحدون ما أتيتهم به يا محمد من عند ربك من تذكير وتنبيه على مواضع حجج الله عليهم على صدقك، وحقيقة ما تدعوهم إليه مما يحدثه الله إليك ويوحيه إليك، لتذكرهم به، إلا أعرضوا عن استماعه، وتركوا إعمال الفكر فيه وتدبيره).
وقوله تعالى: ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾.
وعيد وإنذار، وتهديد بالهلاك والدمار، لأولئك المتمادين في تكذيبك يا محمد.
قال النسفي: (﴿فَقَدْ كَذَّبُوا﴾ محمدًا - ﷺ - فيما أتاهم به ﴿فَسَيَأْتِيهِمْ﴾ فسيعلمون ﴿أَنْبَاءُ﴾ أخبار ﴿مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ وهذا وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون اذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة ما الشيء الذي كانوا يستهزئون به وهو القرآن، وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت خافية عليهم).
وقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾.
تذكير بعظمته تعالى، وتنبيه إلى بعض آلائه جل ذكره.
أي: أولم ير هؤلاء المشركون المكذبون بالبعث من القبور، والنشر إلى الأرض يوم النشور، كم أنبتنا فيها بعد أن كانت ميتة لا نبات فيها، من كل زوج كريم: أي حسن بهي من الزروع والثمار.
قال مجاهد: (﴿أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ قال: من نبات الأرض، مما تأكل الناس والأنعام).

(١) حديث حسن. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٩٢)، والبيهقي في "الأسماء" (١٥٧)، واللالكائي في "السنة" (١/ ١٤١/ ١)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٦٤٢).


الصفحة التالية
Icon