وعن قتادة: (﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ قال: حسن).
قال الشعبي: (الناس من نبات الأرض، فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
أي: إن فيما ذكر من الإنبات في الأرض لدلالة على قدرة الله تعالى الذي لا يعجزه شيء، ولكن أكثر الناس في غفلة وبُعد عن الإيمان والصدق واليقين.
وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
قال القرطبي: (يريد المنيع المنتقم من أعدائه، الرحيم بأوليائه).
١٠ - ٢٢. قوله تعالى: ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (١١) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (١٩) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٢)﴾.
في هذه الآيات: ذِكْرُ الله نداءه عبده ورسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام حين ناداه وناجاه من جانب الطور الأيمن وأرسله إلى القوم الظالمين - أي الكافرين - قوم فرعون الطاغية يحذرهم بأس الله وعقابه كي يتقوه. فرغب موسى - ﷺ - إلى ربه تعالى بإزاحة أعذار يجدها: من خوف تكذيبه، وضيق صدره، وعدم انطلاق لسانه - للعلة القديمة التي كانت به -، فرجا ربه أن يؤازره بأخيه هارون. ثم إن ذنب القتل الذي عليه يجعله يخشى ثأر القوم وبطشهم به، فأيده ربه ليبلغ رسالته هو وهارون، إلى فرعون الذي أخذ يمتن عليه برعايته أيام طفولته ويأخذ عليه ذنب القتل والفرار، فقابله موسى بإساءته الأكبر من ذلك، وهي جعله بني إسرائيل عبيدًا له وخدمًا، يقهرهم ويظلمهم.


الصفحة التالية
Icon