وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ [الأعراف: ١٥٧].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦].
وفي صحيح السنة المطهرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأوّل: أخرج الحاكم بسند صحيح عن عائشة قالت: قال رسول الله - ﷺ -: [مكتوب في الإنجيل: لا فظٌّ، ولا غليظٌ، ولا سخَّابٌ بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلَها، بل يعفو ويصفح] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري عن عطاء بن يسار قال: [لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله - ﷺ - في التوراة؟ قال: أجل، والله إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن، ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥] وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الدارمي وكذلك صاحب "مشكاة المصابيح " - واللفظ له - عن كعب يحكي عن التوراة قال: [نجد مكتوبًا محمَّد رسول الله، عبدي المختار، لا فظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطيبة، وملكه بالشام، وأمته الحمادون، يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزلة، ويكبرونه على كل شرف، رعاة للشمس، يصلون الصلاة إذا جاء وقتها، يتأزَّرون على أنصافهم، ويتوضؤون على

(١) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (٢/ ٦١٤)، وابن عساكر (١/ ٢٦٤/ ٢)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٤٥٨).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (٢١٢٥) - كتاب البيوع - باب كراهية السَّخَب في السُّوق. وانظر كذلك - (٤٨٣٨) - كتاب التفسير.


الصفحة التالية
Icon