قال النسفي: (﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ متهجدًا). وقال ابن جرير: (الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك).
وقوله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾. قال ابن عباس: (يقول: قيامك وركوعك وسجودك). وقال عكرمة: (قائمًا وساجدًا وراكعًا وجالسًا).
وعن قتادة: (﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ قال: في المصلين). قال ابن عباس: (يراك وأنت مع الساجدين تقلب وتقوم وتقعد معهم).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
أي: السميع لأقوال عباده ومناجاتهم، العلم بأعمالهم وتقلبهم وحركاتهم وسكناتهم.
٢٢١ - ٢٢٧. قوله تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
في هذه الآيات: تَنَزُّلُ الشياطين على الأفاكين الآثمين، وذمُّ الشعراء الضالين المنافقين، واستثناءُ الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات وانتصروا للحق وكانوا من الذاكرين، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.
فقوله تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾.
أي: يقول تعالى: هل أنبئكم أيها الناس على من تتنزل الشياطين؟ ! إنها تتنزل على كل كذاب بهات دجال آثم.
قال مجاهد: (﴿كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾: كل كذّاب من الناس). وقال قتادة: (هم الكهنة تسترق الجن السمع، ثمَّ يأتون به إلى أوليائهم من الإنس).
وقوله تعالى: ﴿يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾. أي: يسترقون السمع فيقذفون