بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٦. قوله تعالى: ﴿طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (١) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النمل: ١: ٦].في هذه الآيات: انتصارٌ للقرآن الكريم، الذي يحمل الهدى والبشرى للمؤمنين، الذين يقيمون الصلاة بأركانها وواجباتها ومواقيتها وخشوعها، ويؤتون الزكاة المفروضة في أموالهم بأوقاتها ومقاديرها، وبالآخرة هم يوقنون. إن الذين يكفرون بالآخرة هم في تزيين الشيطان يتخبطون، وهم في الآخرة هم الأخسرون، وهذا القرآن - يا محمَّد - تُلقاه من الله الحكيم العليم.
فقوله: ﴿طس﴾ - تقدم الكلام في أوائل السور التي ابتدأت بمثل هذه الحروف المقطعة، وأنها تحمل معنى التحدي والإعجاز لهذا القرآن العظيم الذي هو من جنس هذه الأحرف.
وقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ﴾. انتصار لهذا القرآن وتعظيم له وثناء عليه بعد ذكر تلك الحروف. قال ابن كثير: (أي: هذه آيات ﴿الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ﴾، أي: بَيِّنٌ واضح). وقال القاسمي: (مبين لما تضمنه من الحكم والأحكام والمواعظ والاعتبار).
وقوله تعالى: ﴿هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. قال القرطبي: (﴿هُدًى﴾ في موضع نصب على الحال من الكتاب، أي تلك آيات الكتاب هادية ومبشرة. ويجوز فيه الرفع على الابتداء، أي هو هدى. وإن شئت على حذف حرف الصفة، أي فيه هدى. ويجوز أن يكون الخبر ﴿لِلْمُؤْمِنِينَ﴾).