اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨) يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}.
في هذه الآيات: خبرُ موسى عليه الصلاة والسلام أثناء مسيره من مدين إلى مصر ورؤيته النار وتكليم الله له وتحميله المهمة مع الآيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قومًا فاسقين. وجحودُ فرعون وملئه الحق بعد ظهوره ظلمًا وعلوًا فكيف كان عاقبة المفسدين؟ !.
فقوله: ﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ﴾.
قال ابن جرير: (و ﴿إِذْ﴾ من صلة عليم. ومعنى الكلام عليم حين قال موسى ﴿لِأَهْلِهِ﴾ وهو في مسيره من مدين إلى مصر، وقد آذاهم برد ليلهم لما أصلد زنده ﴿إِنِّي آنَسْتُ نَارًا﴾ أي أبصرت نارًا أو أحسستها، فامكثوا مكانكم ﴿سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ﴾ يعني من النار).
وقوله: ﴿أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ﴾. أي: أو آتيكم من النار بشعلة أقتبسها منها.
وقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾. أي تتدفؤون به. قال النسفي: ﴿أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ﴾ أي شعلة مضيئة ﴿قَبَسٍ﴾ نار مقبوسة بدل أو صفة. ﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ تستدفئون بالنار من البرد الذي أصابكم، والطاء بدل من تاء افتعل لأجل الصاد)،
وقوله: ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾.
أي: فلما جاء موسى النار التي آنسها رأى منظرًا هائلًا عظيمًا حيث انتهى إليها. قال ابن كثير: (والنار تضطرم في شجرةٍ خضراءَ، لا تزدادُ النارُ إلا توقُّدًا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونَضْرَةً، ثمَّ رفَّ رأسه فإذا نورُها متصل بِعَنان السماء). فهنالك نودي ﴿أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾.
ومن أقوال المفسرين في ذلك:
١ - قال ابن عباس: (لم تكن نارًا، إنما كانت نورًا يتوهَجّ). أو قال: (نور رب