وقوله: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا﴾. أي فهم ذلك سليمان فتبسم ضاحكًا متعجبًا من حذرها واهتدائها لمصالحها ونصيحتها للنمل، أو فَرَحًا لظهور عدله.
وقوله: ﴿وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ﴾. قال ابن عباس: (يقول: اجعلني). وقال ابن زيد: (﴿أَوْزِعْنِي﴾ ألهمني وحرضني على أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ).
وفي لغة العرب: أوزعه بالشيء أغراه به. واسْتَوْزَعْتُ الله شكره فَأَوْزَعَني أي اسْتَلْهَمْتُه فألهمني. والمقصود: توجه سليمان عليه الصلاة والسلام إلى الله - عز وجل - أن يلهمه شكر نعمته عليه من تعليمه منطق الطير والحيوان، وعلى والديه بنعمة الإِسلام والإيمان.
وقوله: ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾.
أي: وألهمني العمل الصالح الذي تحبه وترضاه ووفقني إليه.
وقوله: ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾.
قال ابن زيد: (مع عبادك الصالحين الأنبياء والمؤمنين).
قال ابن جرير: (يقول: وأدخلني برحمتك مع عبادك الصالحين، الذين اخترتهم لرسالتك، وانتخبتهم لوحيك، يقول: أدخلني من الجنة مداخلهم).
٢٠ - ٢٦. قوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾.
في هذه الآيات: تفقُّد سليمان عليه السلام للهدهد، وترّيثُه لمعرفة عذر غيابه أو