قال النسفي: (﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً﴾ ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط أو خالية من الخواء، وهي حال عمل فيها ما دل عليه تلك).
وقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾.
يقول: أي: إن بفعلنا ذلك بثمود لآية لقوم يعلمون قدرتنا فيتَّعِظون وينزجرون.
وقوله تعالى: ﴿وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.
سُنّةُ الله بين أوليائه المؤمنين وأعدائه الكافرين، فإن العاقبة والنجاة للمتقين، والدمار والهلاك على القوم الظالمين.
والمقصود هنا: وأنجينا صالحًا والذين آمنوا معه وكانوا من المتقين.
٥٤ - ٥٨. قوله تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (٥٧) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨)﴾.
في هذه الآيات: إنذارُ لوط - ﷺ - قومه مغبة استمرارهم على فواحشهم، ومقابلتهم له بالتهديد بالإخراج ومن آمن معه من قريتهم، فأنجاه الله - إلا امرأته - وأخزاهم وأمطرهم العذاب الذي زلزلهم.
فقوله تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وأرسلنا لوطًا إلى قومه، إذ قال لهم: يا قوم ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ أنها فاحشة، لِعِلْمِكُم بأنه لم يسبقكم إلى ما تفعلون من ذلك أحد). وقال ابن كثير: (أنذر قومه نِقْمةَ الله بهم، في فعلهم الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحدٌ من بني آدم، وهي إتيان الذكور دونَ الإناث، وذلك فاحشة عظيمة، استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، فقال: ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾، أي: يرى بعضكم بعضًا، وتأتون في ناديكم المنكر! ؟ ). قال القرطبي:


الصفحة التالية
Icon