(﴿وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ أنها فاحشة، وذلك أعظم ذنوبكم. وقيل: يأتي بعضكم بعضًا وأنتم تنظرون إليه. وكانوا لا يستترون عتوًّا منهم وتمرّدًا).
وقوله تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾.
قال ابن كثير: (أي: لا تعرفون شيئًا لا طبْعًا ولا شَرْعًا، كما قال في الآية الأخرى: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ [الشعراء: ١٦٥، ١٦٦]).
قال القرطبي: (﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ﴾ أعاد ذكرها لفرط قبحها وشنعتها).
وقوله تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾.
أي: فلم يكن من قوم لوط حين دُعوا إلى التطهر من تلك القذارة إلا أن حَمَلوا على لوط والمؤمنين معه وطلبوا إخراجهم من القرية لمخالفتهم لهم فعلتهم الدنيئة وترفعهم عن رجس ما هم عليه.
قال ابن عباس: (قوله: ﴿أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ قال: من إتيان الرجال والنساء في أدبارهن).
وعن مجاهد، في قوله: ﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ قال: (من أدبار الرجال وأدبار النساء استهزاءً بهم).
قال قتادة: (عابوهم بغير عيب: أي إنهم يتطهرون من أعمال السوء).
وقوله تعالى: ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ﴾. أي الباقين مع الهالكين.
قال ابن كثير: (أي: من الهالكين مع قومها، لأنها كانت رِدْءًا لهم على دينهم، وعلى طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة، فكانت تَدُلُّ قومها على ضِيفان لوطٍ، ليأتوا إليهم، لا أنها كانت تفعلُ الفاحشة، تكرمةً لنبيِّ الله - ﷺ - لا كَرَامة لها).
وقوله: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا﴾. أي: حجارة من سجيل. كما قال جل ثناؤه: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [هود: ٨٢، ٨٣].