وقوله: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
توبيخ آخر، وتقريع بعد تقريع. أي أإله مع الله يفعل ذلك ويعينه عليه ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ من دونه.
وقوله: ﴿أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾.
قال القرطبي: (كانوا يقرّون أنه الخالق الرازق، فألزمهم الإعادة، أي إذا قدر على الابتداء فمن ضرورته القدرة على الإعادة، وهو أهون عليه).
وقوله: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾. أي: يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويبعث للحساب والنشور؟
وقوله: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. أي: قل لهم - يا محمد - قدّموا حجتكم إن كان لديكم ما يدل أن أحدًا سوى الله يفعل شيئًا من ذلك إِن ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في دعواكم وزعمكم! !.
وهو تحدّ للمشركين، وقد عُلِمَ أنهم فارغون من الدليل والحجة، وما لهم إلا اتباع سبيل الآباء وتعظيم أعراف الجاهلية.
وفي التنزيل نحو ذلك:
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧].
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - ﷺ - قال:
[مفاتيحُ الغيب خمسٌ لا يعلمُها إلا الله تعالى: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غدٍ إلا الله تعالى، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، ولا تدري نفس بأي أرض تموتُ إلا الله تعالى، ولا يدري أحدٌ متى يجيءُ المطر إلا الله تعالى] (١).
٦٥ - ٧٥. قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا