أن الله - تعالى - قيَّضَهم لالتقاطهِ ليجعلهُ لهم عدوًا وحزنًا فيكون أبلغ في إبطال حذرهم منه).
وقوله: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾. أي: كانوا بربهم آثمين.
قال النسفي: (أي كانوا مذنبين فعاقبهم الله بأن ربى عدوهم ومن هو سبب هلاكهم على أيديهم).
وقوله: ﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾.
قال قتادة: (ألقيتْ عليه رحمتها حين أبصرته).
والمقصود: أن آسية بنت مزاحم - امرأة فرعون - شرعت تحبب الطفل إلى زوجها فرعون لئلا يفكر بقتلهِ وذبحه، فقالت له: هو قرةُ عينٍ لي ولك، وربما انتفعنا باتخاذهِ ولدًا حيث ليس لنا ولد.
وقوله: ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾. قال قتادة ة (وهم لا يشعرون أن هلكتهم على يديهِ، وفي زمانه). وقال ابن إسحاق: (يقول الله: وهم لا يشعرون أي بما هو كائن بما أراد الله به).
١٠ - ١٣. قوله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣)﴾.
في هذه الآيات: تثبيتُ الله تعالى أم موسى وإنزال الصبر والطمأنينة على قلبها لتكون من المؤمنين. وتحريمُ الله المراضع عليهِ حتى عملوا بنصيحةِ أُختهِ برده إلى أمِّه وهم لا يشعرون.