أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن] (١).
الحديث الثاني: روى عبد الله بن أحمد في مسند أبيهِ، وكذلكَ أبو يعلى بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - ﷺ -: [عجبًا للمؤمن لا يقضي اللهُ له شيئًا إلا كان خيرًا له] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البيهقي والطيالسي بسند صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: [عجبت للمسلم إذا أصابتهُ مصيبةٌ احتسب وصبر، وإذا أصابه خيرٌ حمدَ الله وشكر، إن المسلم يُؤجَرُ في كل شيء حتى في اللّقمةِ يرفعها إلى فيه] (٣).
١٤ - ١٧. قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (١٧)﴾.
في هذه الآيات: رعايةُ الله تعالى موسى عليه السلام، وإعطاؤهُ العلم والحكمة جزاء الإحسان، ودخول موسى المدينةَ ووقوفه بجانب الرجل من شيعتهِ ليَكز خصمهُ فيقتله، ثم يندمُ ويستغفرُ ويعترف بذنبه، ونعمة الله عليهِ، ويعاهد الله تعالى ألا يكون ظهيرًا للمجرمين.
(٢) حديث صحيح. رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٥/ ٢٤)، وأبو يعلى (٢/ ٢٠٠)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (١٤٨).
(٣) إسناده صحيح. أخرجه الطيالسي (٢١١)، والبيهقي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
انظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٣٨٨١).