عَنْهُ، عن النبي - ﷺ - قال: [الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له] (١).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنَّكَ ما دعوتني ورَجَوتني غَفَرْتُ لك، على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابنَ آدمَ لو بَلغَتْ ذنوبُكَ عَنَانَ السماءِ ثم استغفرتني غَفَرْتُ لكَ ولا أُبالي. يا ابن آدم إنَّكَ لو أتَيْتَنِي بقُرابِ الأرض خطايا ثمَ لقيتني لا تُشْرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقُرابِها مَغْفِرَةً] (٢).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾.
أي: قال موسى مقبلًا على ربه متواضعًا بين يديهِ بعد اجتراحِ الذنب: رب بما آتيتني من العلم والحكمة والجاه والعزة والقوة فلن أكون معينًا لأعدائكَ أو مقويًا لهم، بل وليًا للمؤمنين من غير تفريط ولا ظلم.
قال قتادة: (يقول: فلن أعين بعدها ظالمًا على فُجْره).
١٨ - ١٩. قوله تعالى: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩)﴾.
في هذه الآيات: شعورُ موسى عليه السلام بالخوف من تبعة قتله القبطي، واستصراخ صاحبه مرة أخرى به على قبطي آخر، وظنُّ الإسرائيلي أن موسى يهجم عليهِ ليقتله هو بدل القبطي.
فقوله: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾. قال ابن عباس: (خائفًا من قتله النفس، يترقب أن يؤخذ).
وقوله: ﴿فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ﴾. قال السدي: (يقول: يستغيثه).
(٢) حديث صحيح. أخرجهُ الترمذي في السنن (٣٧٨٩). وانظر صحيح سنن الترمذي (٢٨٠٥).