وفي الصحيحين والمسند والسنن عن أبي موسى الأشعري رضي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رسول الله - ﷺ - قال: [ثلاثةٌ يوتونَ أجرهم مَرَّتَيْن: رجل مِنْ أهل الكتابِ آمَنَ بِنَبِّيهِ وأدْركَ النبي - ﷺ - فآمنَ بهِ واتَّبعَهُ وصدَّقَهُ فله أجران، وعَبْدٌ مَمْلوك أَدّى حقَّ الله تعالى عليه وحق سَيّده فله أجران، ورجل كانت له أمةٌ فغذاها فأحسن غِذاءها، ثم أَدَّبَها فأحْسَنَ أَدبَها، ثم أعتقها وتزوَّجَها، فله أجران] (١).
وقوله: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾. قال مجاهد: (يقول: ويدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهم). وقال النسفي: (يدفعون بالطاعة المعصية أو بالحلم الأذى).
وقوله: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾. قال مجاهد: (في طاعة الله، إما في جهاد في سبيل الله، وإما في صدقة على محتاج، أو في صلة رحم).
وقوله: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾. قال القاسمي: (﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ﴾ أي من الجهال. وهو كل ما حقه أن يلغى ويترك، من العبث وغيره ﴿أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ أي تكريمًا للنفس عن ملابسة الأدنياء، وتشريفًا للسمع عن سقط باطلهم).
وقوله: ﴿وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾. أي بطريق التوديع والمتاركة والترفع عن النزول إلى سوية الجاهلين. قال النسفي: (﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ أمان منا لكم بأن نقابل لغوكم بمثله).
وقوله: ﴿لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾.
قال الحسن: (كلمة حلم من المؤمنين ﴿لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ أي لا نريد مخالطتهم وصحبتهم، ولا نريد مجازاتهم بالباطل على باطلهم).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: ٦٣].