أغووهم فمضوا خلفهم واتبعوهم وعَظَّموهم، ثم تبرؤوا من عبادتهم وتنصَّلوا من أفعَالهم.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ [مريم: ٨١ - ٨٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: ٥ - ٦].
٣ - وقال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة: ١٦٦ - ١٦٧].
٤ - وقال تعالى: -يحكي كلام الخليل لقومه- ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ [العنكبوت: ٢٥].
ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق هذه الآية أحاديث، منها:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشِّرك، مَنْ عَمِلَ عملًا أَشْرَكَ فيهِ معي غيري، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ] (١).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي بسند حسن عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري -وكان من الصحابة- قال: سمعتُ رسول الله - ﷺ - يقول: [إذا جمع الله الناسَ ليوم القيامةِ لِيَومٍ لا ريْبَ فيهِ، نادى منادٍ: مَنْ كَانَ أشركَ في عَمَل عَمِلَهُ للهِ أحدًا، فليطلب ثوابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله، فإن اللهَ أغنى الشركاء عن الشِّرك] (٢).
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله - ﷺ -
(٢) حديث حسن. أخرجه الترمذي (٣٣٧٤) - في التفسير، انظر صحيح سنن الترمذي (٢٥٢١)، وأخرجهُ ابن ماجة في السنن (٤٢٠٣) - كتاب الزهد، باب: الرياء والسمعة.