بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٧. قوله تعالى: ﴿الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٧)﴾.
في هذه الآيات: تقريرُ الله تعالى سنته في اختبار المؤمنين وكشف الصادق من الكاذب وفضح المنافقين. وإخباره -جلّت صفاته- عن سبيل النجاة المتضمن الإيمان والجهاد والعمل الصالح والله يجزي المحسنين.
فقوله تعالى: ﴿الم﴾ - كسابقه في سورة البقرة وغيرها من السور التي ابتدأت بمثل هذه الحروف المقطعة، والتي تقتضي الإعجاز لهذا القرآن العظيم المؤلف من جنس هذه الأحرف، ومع ذلك فالخلق عاجزون عن معارضته بمثله.
وقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾. استفهام إنكار، والمقصود: أظنّ الناس أن يدّعوا الإيمان دون أن يحصل لهم من ربهم اختبار يبيّن صدق دعواهم، قال مجاهد: ﴿آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ قال: يُبْتَلونَ في أنفسهم وأموالهم). وقال قتادة: ﴿وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾: أي لا يُبْتَلون).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢)﴾ [آل عمران: ١٤٢].


الصفحة التالية
Icon