٢ - وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤)﴾ [البقرة: ٢١٤].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (٣١)﴾ [محمد: ٣١].
ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج ابن ماجه والحاكم بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "أشدُّ الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء] (١).
الحديث الثاني: أخرج الإِمام أحمد في المسند بسند حسن عن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة أنها قالت: [أتينا رسول الله - ﷺ -، نعوده في نسائه، فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حرّ الحمى، قلنا: يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك. فقال رسول الله - ﷺ -: إن من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي وابن ماجه وابن حبان بسند جيد عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت لرسول الله - ﷺ -: أي الناس أشد بلاءً؟ قال: فقال: [أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب (وفي رواية: قدر) دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة] (٣).
الحديث الرابع: أخرج الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن عن أنس عن النبي - ﷺ - قال:
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد (٦/ ٣٦٩)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٥).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٢/ ٦٤)، وابن ماجه (٤٠٢٣)، والدارمي (٢/ ٣٢٠)، والطحاوي (٣/ ٦١)، وابن حبان (٦٩٩)، والحاكم (١/ ٤٠ - ٤١)، وأحمد (١/ ١٧٢)، وسنده جيد رجاله كلهم ثقات معظمهم رجال الشيخين.