رأسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قدماه، إنْ كان في الحِراسةِ كان في الحِراسةِ، وإنْ كان في السَّاقةِ كان في السَّاقةِ.. ] الحديث (١).
وقوله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾.
أي: وليميزنّ الله أولياءه وحزبه أهل الإيمان والثبات على الحق بالابتلاء في السَّراء والضراء، وكذلك ليميزنَّ أهل النفاق بالمحن والاختبار والابتلاء. فإنه بالاختبار يتميز هؤلاء من هؤلاء، وَبِغير ذلك فالادّعاء سهل وأكثر الناس يزعمون ويدّعون.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)﴾ [يوسف: ١٠٣].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (٣١)﴾ [محمد: ٣١].
٣ - وقال تعالى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران: ١٧٩].
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سوداءُ، وأيُّ قلب أنكرها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بيضاءُ، حتى تصيرَ على قلبين، على أبيض مِثْل الصَّفا، فلا تضُرُّه فِتْنَةٌ ما دامتِ السماوات والأرض. والآخرُ أسْوَدُ مُرْبادًا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرفُ مَعروفًا ولا يُنكِرُ مُنكرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه] (٢).
١٢ - ١٣. قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٢)
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٤٤) -كتاب الإيمان، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب. ورواه كذلك في كتاب الفتن في أثناء حديث أطول.