وقوله: ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾. قال الضحاك: (الطوفان: الغرق). وقال قتادة: (هو الماء الذي أرسل عليهم).
والمعنى: كانت نهاية إصرار القوم على كفرهم وظلمهم أنفسهم أن أغرقهم الله تعالى بالطوفان ليكونوا عبرة لمن بعدهم.
وقوله تعالى: ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: فأنجينا نوحًا وأصحابَ سفينته، وهم الذين حملهم في سفينته من ولده وأزواجهم. يقول: وجعلنا السفينة التي أنجيناه وأصحابه فيها عبرة وعظة للعالمين، وحجة عليهم).
١٦ - ١٨. قوله تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨)﴾.
في هذه الآيات: دعوةُ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - قومه إلى إفراد الله تعالى بالعبادة والتعظيم، وتحذيره لهم مغبة شركهم ومصير الأمم الهالكة قبلهم وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
فقوله تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
أي: واذكر أيضًا يا محمد إبراهيم الخليل إذ أنذر قومه وحذرهم مغبة الشرك باللهِ، وأمرهم بإفراد الله تعالى بالعبادة والتعظيم. قال النسفي: (﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ من الكفر ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ إن كان لكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم).
وقوله: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا﴾. أي: أصنامًا. قاله قتادة.

= وفي "المعجم الأوسط" (١/ ٢٤/ ٢/ ٣٩٨). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣٢٨٩).


الصفحة التالية
Icon