أهل سَماواته وأهل أرضه لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم] (١).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
أي: هو القاهر سبحانه لأهل سماواته وأهل أرضه، وكل شيء فقير إليه، محتاج إلى رحمته، وما لكم أيها الناس من دون الله من ناصر ولا معين إن أنزل به نقمته، وأحلّ بكم عذابه.
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
قال القرطبي: (﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ﴾ أي: بالقرآن، أو بما نصب من الأدلة والأعلام. ﴿أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي﴾ أي: من الجنة، ونسب اليأس إليهم والمعنى أويسوا. وهذه الآيات اعتراض من الله تعالي تذكيرًا وتحذيرًا لأهل مكة).
٢٤ - ٢٥. قوله تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥)﴾.
في هذه الآيات: عودةٌ إلى قصة خطاب إبراهيم عليه السلام مع قومه، فإنهم لما عجزوا عن مواجهة حجج الحق البالغة لجؤوا إلى استخدام الجاه والقوة والسطوة، فأنجاه الله من النار ومن مكرهم، وقد حذّرهم إبراهيم مغبة شركهم، والخزي يوم القيامة إذا ركبوا الهوى ومضوا على إصرارهم وكفرهم.