يحولون بينكم وبين عذاب الله الذي كتبه عليكم، أنتم ومن كنتم معه على منهاج الوثنية وتعظيم غير الله.
أخرج الحاكم بإسناد صحيح عن عبد الله بن قيس أن رسول الله - ﷺ - قال: [إنَّ أهلَ النار ليَبْكُون، حتى لو أُجْريَت السُّفُنُ في دُموعهم، لجرت، وإنهم ليبكون الدم -يعني- مكان الدمع] (١).
وله شاهد عن ابن ماجه وابن أبي الدنيا بسند صحيح لغيره عن أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: [يُرْسَلُ البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود، لو أرسلت فيه السفن لجرت] (٢).
٢٦ - ٢٧. قوله تعالى: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)﴾.
في هذه الآيات: تصديقُ لوط وهجرته وإبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - إلى الله العزيز الحكيم. وإكرامه تعالى إبراهيم بإسحاق ويعقوب وجعله النبوة في ذريته وهو في الآخرة من الصالحين.
فقوله: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾. قال ابن عباس: (صدّق لوط).
وقوله: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾. قال: ابن عباس: (هو إبراهيم).
قال قتادة: (هاجرا جميعًا من كوثى، وهي من سواد الكوفة إلى الشام).
وقال ابن زيد: (كانت هجرته إلى الشام).
أخرج أبو داود والحاكم بسند حسن في الشواهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: [ستكونُ هجرةٌ بَعْدَ هِجرةٍ، فخِيارُ أهل الأرض ألزمُهم مهاجَرَ إبراهيم، ويبقى
(٢) صحيح لغيره. أخرجه ابن ماجه (٤٣٢٤)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (ق ١٢/ ١). وأخرجه الخطيب (١١/ ٢٨٣)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٦٧٩).