وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: ٩].
٢ - قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ [يوسف: ١٠٩].
٣ - وقال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾ [الفرقان: ٢٠].
وإنما يصدر من هؤلاء ما صدر من سفهاء الأقوام فيما مضى من قولهم لرسلهم: ﴿أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا﴾.
وقوله: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ - فيه ضرورة الرجوع لأهل العلم لفهم أمور الدين ونفي شبه المبطلين.
قال قتادة: (يقول: فاسألوا أهل التوراة والإنجيل - قال أبو جعفر: أراه أنا قال: - يخبروكم أن الرسل كانوا رجالًا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق).
وقال ابن زيد: (﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ قال: أهل القرآن، والذكر: القرآن، وقرأ: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾).
وقد ورد في فضل العلم وطلبه والسؤال عنه أحاديث من السنة الصحيحة:
الحديث الأول: في صحيح سنن ابن ماجة من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [... وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء. إنَّ الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرْهَمًا. إنما وَرَّثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر] (١).
الحديث الثاني: وفي الباب عن زربن حبيش قال: أتيت صفوان بن عَسَّال المُرادي، فقال: ما جاء بك؟ قُلتُ: أنبط العلم. قال: فإني سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [ما مِنْ خَارجٍ خَرَجَ مِنْ بيتِهِ في طلب العِلم إلا وَضَعَت له الملائكة أجنحتها، رِضًا بما يصنع] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٢٢٦) في الباب السابق. وانظر صحيح ابن ماجة (١٨٥).