عملهم، لأنهم عبيد). وقال قتادة: (لا يسألُ عما يفعل بعباده، وهم يُسألون عن أعمالهم).
وفي الأثر عن علي رضي الله عنه: (أن رجلًا قال له: يا أمير المؤمنين: أيحب ربنا أن يُعصى؟ قال: أفيعصى ربنا قهرًا؟ قال: أرأيت إن منعني الهدى ومنحني الردى أأحسن إليَّ أم أساء؟ قال: إن منعك حقك فقد أساء، وإن منعك فضله فهو فضله يؤتيه من يشاء. ثم تلا الآية: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ﴾ [المؤمنون: ٨٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾] الحجر: ٩٢ - ٩٣].
وفي سنن الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة عن النبي - ﷺ - قال: [يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يَطّلِع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا يَتَّبع كُلُّ إنسان ما كان يعبد..... ]، الحديث (١).
وقوله: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾.
أي: أم اتخذ هؤلاء المشركون من دون الله آلهة تنفع وتضر، وتخلق وتحيي وتميت، قل لهم - يا محمد - هاتوا دليلكم على ما تزعمون، فهذا القرآن فيه خبر من معي مما وعدهم الله به من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وخبر من قبلي من الأمم السالفة في الكتب المتقدمة.
وعن قتادة: (﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾ يقول: هاتوا بينتكم على ما تقولون. ﴿هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ﴾ يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام. ﴿وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي﴾ يقول: ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلى ما صاروا).
وعن ابن جريج: (﴿هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ﴾ قال: حديث من معي، وحديث من قبلي).
وقو له: ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾.
أي: بل أكثر هؤلاء المشركين يجهلون الحق فهم يعرضون عنه ولا يصغون إليه.