٢ - وقال تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: ٦٧].
وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد قالا: قال رسول الله - ﷺ -: [يُؤتى بالعبد يوم القيامةِ فيقول له: ألمْ أجعل لكَ سمعًا وبَصَرًا، ومالًا وولدًا، وسَخَّرت لكَ الأنعامَ والحرثَ، وتركتُكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ، فكنتَ تَظُنُّ أَنَّكَ ملاقِيَّ يوْمَكَ هذا؟ فيقول: لا. فيقول له: اليوم أنساكَ كما نسيتني] (١).
٢٣ - ٢٥. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥)﴾.
في هذه الآيات: جَعْلُ الله التوراةَ التي أنزلها على موسى هدىً لبني إسرائيل، وَجَعْلُهُ منهم الأئمةَ والقادة لما حققوا الصبر واليقين، عماد الإمامة في الدين، واللهُ يفصل بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
فقوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ - يعني التوراة. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى التوراة، كما آتيناكَ الفرقان يا محمد).
وقوله: ﴿فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ﴾. قال قتادة: (يعني بهِ ليلة الإسراء).
يروي الطبري بسند رجاله ثقات عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية الرِياحي، قال: حدَّثنا ابن عمّ نبيكم، يعني ابن عباس، قال: قال نبيّ الله - ﷺ -: [أُرِيْتُ لَيْلةَ أُسْرِيَ بي موسى بنَ عمرانَ رَجُلًا آدَمَ طِوالًا جَعْدًا، كأنَّهُ مِنْ رجالِ شَنُوءَة، ورأيتُ عيسى رجلًا مربوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبياض، سَبْطَ الرأس، ورأيتُ مالكًا خازن النار، والدّجال. في آيات أراهُنَّ الله إياه، فلا تكن في مرية من لِقائه أنه قد رأى موسى ولقي موسى ليلة أُسري بهِ] (٢).
(٢) أخرجه الطبري (٢٨٢٩٩)، ورجاله ثقات، لكن فيهِ عنعنة قتادة، ومع ذلكَ فلأصله شواهد.