٢ - وقال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾ [المائدة: ٨٩].
ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق هذا المعنى أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إذا اجتهد الحاكمُ فأصاب فله أجران، وإن اجتهدَ فأخطأ فله أجر] (١).
وفي لفظ: [إذا حكم الحاكم فاجتهدَ ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر].
الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح، من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [فأنزل الله: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ قال: نعم] (٢). وفي حديث ابن عباس: قال الله: [قد فعلت] (٣).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند، وابن ماجة في السنن، عن أبي ذر مرفوعًا: [إنَّ الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيانَ وما استكرهوا عليهِ]. ولفظ ابن ماجة: [إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه] (٤).
وله شاهد عند البيهقي من حديث أبي هريرة بلفظ: [إن الله تجاوز لأمتي عما توسوسُ به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به، وما استكرهوا عليه] (٥).
٦. قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح - حديث رقم - (٧٣٥٢) - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٢٥)، وأحمد (٢/ ٤١٢)، وأبو عوانة (١/ ٧٦)، وغيرهم.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٢٦)، وأحمد (١/ ٢٣٣)، والترمذي (٢٩٩٢)، والنسائي في "التفسير" (٧٩)، وأخرجه ابن حبان (٥٠٦٩)، والطبري (٦٤٥٤).
(٤) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (١/ ٦٣٠)، والحاكم (٢/ ١٩٨)، وانظر تخريج "الإرواء" (٨٢)، ورواه أحمد، والدارقطني (٤٩٧). وهو صحيح بمجموع طرقه وشواهده.
(٥) حديث صحيح. أخرجه البيهقي وبنحوه الطحاوي (٢/ ٥٦) - شرح معاني الآثار. وابن حزم في "أصول الأحكام" (٥/ ١٤٩)، وانظر صحيح الجامع (١٧٢٥) - (١٧٢٧).


الصفحة التالية
Icon