الحديث الثاني: أخرج البخاري عن أنس عن النبي - ﷺ - قال: [يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وَزْنُ شعيرة من خير (وفي رواية معلقة وصلها الحاكم ووصلها البخاري: من إيمان)، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْر، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبهِ وزن ذرة من خير] (١).
الحديث الثالث: روى مسلم من حديث أبي هريرةَ مرفوعًا: [لا تؤمنوا حتى تحابوا] (٢).
وكتب عُمر بن عبد العزيز إلى عديِّ بن عديِّ: (إن للإيمان فرائضَ وشرائعَ وحدودًا وسُننًا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبيِّنُها لكم حتى تعملوا بها، وإن أَمُتْ فما أنا على صحبتكم بحريص) (٣).
وقوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
أي: من المؤمنين رجال وفوا بما عاهدوا الله عليهِ، فمنهم من فرغ من عمله ورجعَ إلى ربهِ كمن استشهدَ يوم بدر ويوم أحد، ومنهم من هو مرابط ينتظرُ ما وعد الله من نصره أو الشهادة، وما بدلوا تبديلًا.
أخرج البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد عن أنس رضي اللهُ عَنْهُ قال: [غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لِئن الله أشهدني قتال المشركين ليريَنَّ اللهُ ما أصنع. فلما كان يوم أحد وانكشفَ المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليكَ مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليكَ مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدَّمَ فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ! الجنةُ وربّ النضر، إنى أجد ريحها من دون أُحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربةً بالسيفِ أو طعنةً برمحٍ أو رمية بسهم، ووجدناهُ قد قُتِلَ وقد مَثَّلَ بهِ المشركونَ، فما عرفه أحد إلا أختهُ ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أنَّ هذه الآية نزلت فيهِ وفي أشباهه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري من حديث أنس. انظر مختصر صحيح البخاري (٤١) - الزبيدي.
(٢) حديث صحيح. وهو جزء من حديث أبي هريرة، انظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (٤٢).
(٣) ذكره البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه: "باب: قول النبي - ﷺ - بني الإسلام على خمس". وهو قول وعمل، ويزيد وينقص. وانظر: مختصر صحيح البخاري ص (٦ - ٧) - الألباني.


الصفحة التالية
Icon