ورواه البيهقي من حديث سعد بن أبي وقاص وفي لفظه: [قال: لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات] (١).
وقوله: ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾. أي: حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ للتخلص من أهوال الخوف الذي سحق قلوبهم.
وقو: ﴿فَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾، قال قتادة: (الذين ضربت أعناقهم).
وقوله: ﴿وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾. قال أبو جعفر: (وهم نساؤهم وذراريهم الذين سبوا).
وقوله: (﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ﴾. قال ابن إسحاق: (حدثني يزيد بن رومان: يقول: وملككم بعد مهلكهم أرضهم، يعني مزارعهم ومغارسهم وديارهم، يقول: ومساكنهم وأموالهم، يعني سائر الأموال غير الأرض والدور).
وعن ابن زيد: ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ﴾ قال: قريظة والنضير أهل الكتاب ﴿وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾ قال: خيبر). وقال الحسن: ﴿وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾ هي الروم وفارس، وما فتح الله عليهم). وقيل: هي مكة
وقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾. أي: وكانَ اللهُ على نصر المؤمنين وتوريثهم أموال وديار الكفار والمفسدين في الأرض قديرًا فلا يتعذر عليهِ شيء أرادهُ سبحانهُ، ولا يمتنعُ عليهِ فعل شيء وهو العزيز الحكيم.
٢٨ - ٢٩. قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)﴾.
في هذه الآياتِ: أَمْرٌ من الله تعالى رسوله - ﷺ - بتخيير أزواجهِ بين البقاء معهُ على ضيق الحال، ولَهُنَّ على ذلكَ عند الله جزيل الثواب وحسن المآل، أو مفارقته إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتُها، فاخترن الله ورسولهُ والدار الآخرة فرضي اللهُ عَنْهُنَ وأرضاهُنَ وجمع لهن بعد ذلكَ بين خيري الدنيا والآخرة.