وفي معجم الطبراني بإسناد صحيح عن أبي الدرداء رضي اللهُ عَنْهُ أن رسول الله - ﷺ - قال: [أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعًا] (١).
وقوله: ﴿وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ﴾.
الصدقة: هي الإحسان إلى الفقراء والضعفاء والمساكين، ومَنْ لا يكفيهم كسبهم أو لا كاسب لهم.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ أن النبي - ﷺ - قال: [ما مِنْ يُصْبحُ العبادُ فيهِ إلا ملكَانِ ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهُم أعط مُمْسِكًا تَلَفًا] (٢).
وقوله: ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾.
الصوم عبادة عظيمة، فيها تزكية البدن وتطهير النفس. قال سعيد بن جبير: (من صامَ رمضان وثلاثة أيامٍ من كل شهر دخلَ في قوله: ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾).
وفي صحيح البخاري عن سهل رضي اللهُ عنه عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ في الجنةِ بابًا يُقالُ لهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصائمون، يوم القيامةِ، لا يدخلُ مِنه أحدٌ غيرُهم، يقال أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخلُ منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِقَ، فلم يدخل منه أحدٌ] (٣).
وقوله: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾. أي: عن المحارم والمآثم لا عن المباح.
ولما كان الصوم من أفضل ما يعين على كسر الشهوة وحفظ الفرج لمن لم يستطع التحصن بالنكاح فناسبَ ذكره قبل هذه مباشرة.
ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي - ﷺ - فقال: [من استطاعَ
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣/ ٢٤١)، ومسلم (١٠١٠)، وأحمد (٢/ ٣٠٥ - ٣٠٦).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (١٨٩٦)، كتاب الصوم، باب الرَّيان للصائمين.