نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
٣ - وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: ٣٣].
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي - ﷺ - قال: [ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطِرُ، وأتزوج النساء، فمَنْ رَغِبَ عن سنتي فليس مني] (١).
وعند البيهقي بسند صحيح عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثرُ فيها الركوع والسجود، فنهاه، فقال: يا أبا محمد: يعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة.
وقوله: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ الآية.
كانت زينب بنت جحش تحت زيد بن حارثة، وكان زيد قد تبناهُ رسول الله - ﷺ - فأنعم اللهُ عليهِ بالإسلام، وأنعم عليهِ النبي - ﷺ - بالعتق من الرق، وهو قول تعالى: ﴿أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾. وكان زيد سيدًا كبير الشأن جليل القدرِ حبيبًا إلى النبي - ﷺ -، يقال له الحب، ولابنه أُسامة الحب ابن الحب. وقد زوجهُ ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية، أمها أميمة بنت عبد المطلب، وأصدقها عشرة دنانير وستين درهمًا وخمارًا وملحفة ودرعًا وخمسين مدًّا من طعام وعشرة أمداد من تمر كما ذكر مقاتل، فمكثت عنده سنة أو نحوها ثم وقع بينهما خلاف فجاء يشكوها إلى النبي - ﷺ -، فيقول له: أمسك عليكَ زوجكَ.
وعن علي بن حسين قال: (كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيّه - ﷺ - أن زينب ستكونُ من أزواجهِ، فلما أتاه زيد يشكوها قال: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال الله: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾).
فقد كان النبي - ﷺ - يخشى وقوع هذا الزواج من زوجة متبناه، إذ كانَ ذلك معيبًا في