فعن قتادة: (﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا﴾ على أمتك بالبلاغ، ﴿وَمُبَشِّرًا﴾ بالجنة، ﴿وَنَذِيرًا﴾ بالنار).
أخرج البخاري في صحيحه، وأحمد في مسنده، عن عطاء بن يسار قال: [لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صِفَةِ رسول الله - ﷺ - في التوارة. قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوارة بصفته في القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾، وحِرْزًا للأُمِّيين، أنت عبدي ورسولي، سَمَّيْتُكَ المتوكل، لست بِفَظٍّ ولا غليظ ولا صَخَّابٍ في الأسواق: ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضَهُ الله حتى يُقيمَ به المِلّةَ العَوْجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعْيُنًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غلفًا] (١).
وقوله: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ﴾. قال قتادة: (إلى شهادة أن لا إله إلا الله).
وقوله: ﴿بِإِذْنِهِ﴾. أي: بأمر الله إياك بذلك وتوفيقه.
وقوله: ﴿وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾. قال ابن كثير: (أي: وأَمْرُكَ ظاهرٌ فيما جئت به من الحق، كالشمس في إشراقها وإضاءتها، لا يجحدُها إلا مُعانِدٌ).
وقوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾.
أي: وبشر أهل الإيمان - يا محمد - بأن لهم من الله مقابل ما هم عليه من الإيمان والعمل الصالح الأجر الكبير والثواب الوفير.
وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾.
أي: ولا تصغ لقول كافر أو منافق، ولا تستجب لأهوائهم في تركك بلاغ هذا الوحي العظيم أو التفاوض عليه على طريقتهم، واصبر على أذاهم واستعن بالله في طريق جهادك وكفى بالله حافظًا وناصرًا ومعينًا.
وعن مجاهد: (قوله: ﴿وَدَعْ أَذَاهُمْ﴾ قال: أعرض عنهم). وعن قتادة قال: (أي اصبر على أذاهم).