بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٢. قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢)﴾.
في هذه الآياتِ: كل الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض خلقًا وملكًا وتصرفًا وتدبيرًا. وكل الحمد لله الذي لم يزل حكيمًا خبيرًا. وكل الحمد لله في الأولى والآخرة على ما أعدّ للمؤمنين نعيمًا كبيرًا، وعلى ما أنزل بالكافرين به عذابًا مستطيرًا. فهو يعلم عدد القطر النازل في الأرض والحب المبذور وما يؤول إليه فيخرج نباتًا مختلف الألوان جميلًا. ويعلم ما يعرج في السماء من أعمال العباد فيجازي بالصالحات ثوابًا وأجرًا وفيرًا. وهو الرحيم بالمؤمنين الغفور للتائبين سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا.
فقد قال عن نفسه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾.
قال الشهاب: (السماوات والأرض عبارة عن هذا العالم بأسره).
و﴿الَّذِي﴾ يجوز أن تكون في محل جر على النعت أو البدل، أو في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف، أو في محل نصب بمعنى (أعني) حكاه القرطبي.
وقوله: ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ كقوله: ﴿وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.
وقوله: ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾. قال قتادة: (حكيم في أمره، خبير بخلقه).
وقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾ قوله: ﴿فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ﴾. أي يدخل في ذلك ما فيها من الكنوز والدفائن والأموات.
وقوله: ﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾. أي: من النبات والعيون والشجر والدواب.


الصفحة التالية
Icon