النبي - ﷺ - قال: [إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: مَنْ عَمِلَ عملًا لغير الله فليطلب ثوابه ممن عمله له] (١).
١١ - ١٤. قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١١) وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤)﴾.
في هذه الآياتِ: يعرِّف الله جل ثناؤه بمزيد من آياته وقدرته لعلها تنفع المشركين المتكبرين أن ينزجروا ويرعووا ويفروا إلى ربهم مخبتين مستسلمين موحدين. فبعد أن ذكّرهم بحركة الرياح والأمطار التي تصدر عن أمره فيحصي بها أرضًا مواتًا وكذلك النشور والبعث يحيي الله به الناس بعد أن أماتهم، فليتعززوا بطاعته فهي النجاة لهم. ثم هنا يذكّرهم بخلقهم وضعفهم من تراب ثم من ماء مهين ثم كبّرهم وصيّرهم رجالًا وإناثًا، وزوَّجهم فعمَّروا في الأرض إلى حين، وكل ذلك بعلمه وتقديره فإلى أين المفر من لقائه. ثم أشار لهم إلى بعض آياته الكونية الكبيرة التي تدل عليه وعلى قدرته سبحانه إذ خلق الأنهار وخلق البحار، وخلق الآبار والبحيرات وخلق المحيطات، وجعل في البحار والمحيطات من كنوز الطعام والحلي شيئًا عجيبًا، وسخّر السفن تجري بكم فيه وتحملكم لتجارتكم ولترحالكم ولتقارب بين أسفاركم، وأودع في المياه العذبة من الخير الوفير لحياتكم، أفلا يستحق سبحانه وتعالى أن تشكروه على هذه الآلاء والنعم