الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أكبر وأعظم وأكثر).
وقال قتادة: (كان يقال كفى بالرهبة علمًا). وقال مجاهد: (إن العالم من خشي الله عز وجل). وقال الحسن البصري: (العالم من خشي الرحمان بالغيب، ورغب فيما رغّب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه، ثم تلا الحسن: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾).
وبمثل هذا الفهم الثاقب روي عن وهب بن مالك قال: (إن العلم ليس بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يجعله الله في القلب).
وقد أخرج الإمام النسائي في كتاب العلم بإسناد جيد عن مسروق قال: (بحسب المرء من العلم أن يخشى الله، وبحسبه جهلًا أن يعجب بعلمه).
وعن ابن مسعود قال: (كفى بخشية الله تعالى علمًا وبالاغترار جهلًا).
وأخرج الطبراني في الأوسط، والبزار في المسند، بإسناد حسن، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - ﷺ -: [فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع] (١).
وكان الربيع بن أنس يقول: (من لم يخش الله تعالى فليس بعالم).
وعن ابن عباس: (﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير).
فالمعنى: إنما يخشى الله فيتقي عقابه ويحذر غضبه وسخطه، بطاعته وامتثال أوامره وتعظيم شرعه، العلماء بقدرته وبصفاته، فيخافونه حق الخوف ويلتمسون رضاه وعفوه.
وفي الأثر عن علي رضي الله عنه: (إن الفقيه حق الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فقه فيه ولا قراءة لا تدبر فيها) - ذكره القرطبي.