الهلال بالدبران، ثم يكون له في كل ليلة منزلة حتى يقطع في ثمان وعشرين ليلة ثمانيًا وعشرين منزلة. وقد قطعت الشمس منزليتن فيقطعهما، ثم يطلع في المنزلة التي بعد منزلة الشمس فـ ﴿ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾.
وقوله تعالى: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر، فإذا غابا غاب أحدهما بين يدي الآخر).
وقال مجاهد: (﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾. قال: لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي ذلك لهما. ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾، قال: يتطالبان حثيثين ينسلخ أحدهما من الآخر).
ولخّص ابن جرير المعنى بقوله: (لا الشمس يصلح لها إدراك القمر فيذهب ضوؤها بضوئه فتكون الأوقات كلها نهارًا لا ليل فيها، ولا الليل بفائت النهار حتى تذهب ظلمته بضيائه فتكون الأوقات كلها ليلًا).
والشمس مرفوعة على الابتداء، فإن (لا) لا تعمل في معرفة.
وهناك تفاسير أخرى لهذه الآية تزيد المعنى جلاء ووضوحًا:
١ - قيل: الشمس لا تدرك القمر فتبطل معناه، فلكل سلطان لا يدخل الآخر عليه فيذهب سلطانه، حتى يبطل الله ذلك فتطلع الشمس من مغربها.
٢ - وقيل: بل المعنى: إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء. ذكر معناه ابن عباس والضحاك.
٣ - وقيل: أي لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر، ذكره مجاهد.
٤ - وقيل: لكل حدّ وعَلَم لا يعدوه ولا يقصر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا. قاله قتادة.
٥ - وقيل: إنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة. ذكره الحسن. أي: لا تبقى الشمس حتى يطلع القمر، ولكن إذا غربت طلع القمر.
٦ - وقيل: سير القمر سريع، والشمس لا تدركه في السير، وأما قوله: {وَجُمِعَ