الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فهو من علامات القيامة، وذلك حين حَبْس الشمس عن الطلوع، كما تقدم.
والخلاصة من أقوال المفسرين: أن للشمس ضوءًا وسلطانًا وحركة، وللقمر ضوءًا وسلطانًا وحركة، فكل منهما يمضي في ما قدّر له في نظام عجيب، ودوران رهيب، صُنْعَ الله الذي أحسن كل شيء خلقه، فإليه توجهوا واحفِدوا إنه هو السميع القريب المجيب.
وقوله: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾.
قال ابن عباس: (في فلك كفلك المِغْزَل). وقال مجاهد: (مجرى كل واحد منهما يعني الليل والنهار في فلك يسبحون: يَجْرون). وقيل: يدورون. وقال الحسن: (الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة ولو كانت ملصقة ما جرت).
قال الحافظ ابن كثير: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾: يعني الليل والنهار والشمس والقمر، كلهم يسبحون أي يدورون في فلك السماء. كفلكة المغزل لا يدور المغزل إلاّ بها ولا تدور إلا به).
وقوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.
المعنى: فدليل لهم آخر على قدرته سبحانه، وعلامة أخرى لهم على هيمنته تعالى على الخلق جميعهم أحياءً كانوا أو أمواتًا، هو حمله سبحانه ذريتهم من نجا منهم برحمته في سفينة نوح. والفلك: السفينة، والمشحون: الموقر المملوء. قال ابن عباس: (المشحون: الممتلئ). أو قال: (المثقل). وقال سعيد: (الموقَر). وقال قتادة: (الموقر، يعني سفينة نوح).
قال شيخ المفسرين -الإمام ابن جرير-: (يعني من نجا من ولد آدم في سفينة نوح، وإياها عنى جل ثناؤه بالفلك المشحون. ﴿وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾. قال: وخلقنا لهؤلاء المشركين المكذبيك يا محمد تفضلًا منا عليهم من مثل ذلك الفلك الذي كنا حملنا من ذرية آدم مَنْ حملنا في الذي يركبونه من المراكب).
وقال القرطبي: (وآية لهم: يحتمل ثلاثة معان: أحدها عبرة لهم لأن في الآيات اعتبارًا. الثاني: نعمة عليهم لأن في الآيات إنعامًا. الثالث: إنذار لهم، لأن في الآيات إنذارًا. قال: فقيل المعنى: وآية لأهل مكة أنا حملنا ذرية القرون الماضية في الفلك