القبر، وأعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات] (١).
وفي مستدرك الحاكم بسند صحيح عن أنس، عن النبي - ﷺ - أنه كان يقول: [اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجُبن والبُخل والهرم والقسوة والغفلة، والعَيلة والذِّلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسُّمْعة والرِّياء، وأعوذ بك من الصَّمَمِ والبَكَم والجنون والجذام والبرص وسَيِّئ الأسقام] (٢).
وكان عليه الصلاة والسلام يسأل الله في دعائه سعةَ الرزق عند كبر السِّنِ واقتراب الأجل.
فقد أخرج الحاكم بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - ﷺ - أنه كان يقول: [اللهم اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كِبَرِ سني وانقطاع عُمُري] (٣).
فاللهم إنا نسالك بركة في الشباب، وقوة في الذهاب والإياب، إلى المساجد وفي طلب العلم والجهاد والحرص على المعالي والأخذ بالأسباب، لكل ما يرضيك ومتعنا بالعمر مع القوة والعزم على السير في طريق الأنبياء والصالحين وأولي النهى والألباب، إنك ربي سميع مجيب ودود رحيم.
ثم قال سبحانه: ﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾. وهي بالياء قراءة قراء الكوفة. وبالتاء ﴿أفلا تعقلون﴾ قراءة قراء المدينة. والأولى أشهر وأنسب للمعنى، فالخطاب للمشركين الذين هدّدهم الله بقوله: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ﴾. وبقوله: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ﴾. أي: أفلا يعقلون قدرة الله على ما يشاء، فهاهم قد عاينوا تصريفه للخلق من صغر إلى كبر، ومن ضعف إلى قوة، ثم من قوة إلى ضعف وتنكيس بعد كبر في هرم، فهلا نظروا وآمنوا بالبعث بعد الموت، واستعدوا للقاء الله مؤمنين معظمين له وحده لا شريك له.
وأما قوله: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾.
يدافع الله سبحانه فيه عن نبيّه - ﷺ - ويبرئه من أن يكون عالمًا بنظم الشعر وصناعة فصحاء العرب، حتى يغلق الباب على من أراد أن يدّعي أن القرآن من كلام محمد - ﷺ -.
(٢) حديث صحيح. أخرجه الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "الدعاء". انظر تخريج المشكاة (٢٤٧٠)، وصحيح الجامع -حديث رقم- (١٢٩٦).
(٣) حديث حسن. أخرجه الحاكم والطبراني. انظر صحيح الجامع الصغير -حديث رقم- (١٢٦٦).