وقوله: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾.
هناك تفسيران لقوله: ﴿إِنْ هُوَ﴾.
١ - ﴿إِنْ هُوَ﴾ أي محمد، إلا ذكر لكم أيها الناس ذكركم الله بإرساله إياه إليكم، ونبّهكم به على حظكم. ذكره ابن جرير.
٢ - ﴿إِنْ هُوَ﴾ أي هذا الذي يتلوه عليكم، فما علمناه هو ذكر وقرآن. حكاه القرطبي وابن كثير.
وقوله: ﴿وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾. قال قتادة: (هذا القرآن). أي يبين لمن تدبره أنه تنزيل رب العالمين، أنزله على محمد الأمين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأنه ليس بشعر ولا من كاهن أو ساحر أو مُدَّع أثيم.
وقوله: ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا﴾. قال قتادة: (حيّ القلب حيّ البصر).
وفي التنزيل: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾، فهذا القرآن لينذر به كل حي على وجه المعمورة.
وقوله: ﴿وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. قال قتادة: (بأعمالهم).
أي: فينتفع بنذارته من كان حيّ القلب مستنير العقل والبصيرة، وليحق القول على الكافرين، ويكون عليهم الحجة وعلى كل ميت الفؤاد بليد.
٧١ - ٨٣. قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١)