يقول: وسبحوه أيضًا عشيًا، وذلك صلاة العصر، ﴿وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ يقول: وحين تدخلون في وقت الظهر).
وقوله: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾. قال ابن عباس: (يخرج من الإنسان ماءً ميتًا فيخلق منه بشرًا فذلك الميت من الحي، ويخرج الحي من الميت، فيعني بذلك أنه يخلق من الماء بشرًا، فذلك الحي من الميت).
وقال الحسن: (المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن).
وقوله: ﴿وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾. أي: فينبتها ويخرج زرعها بعد خرابها وجدوبها. وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾. أي: فكذلك يبعثكم من قبوركم فيحييكم بعد موتكم إلى موقف الحساب يوم القيامة.
٢٠ - ٢١. قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)﴾.
في هذه الآيات: إن من حججه سبحانه تفرده بالخلق والإنشاء، والإيجاد والإعدام، وقد خلق أباكم آدم من قبل من تراب، ثم كل موجود من ذريته له خلق أبيه الأول، هكذا كان انتشار ذريته من بعده. ثم إن من حججه وأدلته على ذلك أيضًا خلقه سبحانه حواء زوجة لأبيكم من ضلع من أضلاعه ليسكن إليها، ثم جعل سبحانه المصاهرة والختونة بعد ذلك مودة بينكم ورحمة تتراحمون بها، إن في ذلك لعظات وعبرًا لقوم يتفكرون ويتذكرون ويعتبرون.
قال قتادة: (﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ خلق آدم عليه السلام من تراب. ﴿ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ يعني ذريته).
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي موسى قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن الله خلق آدم من قَبْضَةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدْر الأرض، جاء