قال ابن زيد: (العيناء: العظيمة العين). وقال السدي: (عين: عظام العيون، الواحدة عيناء).
وقال ابن جرير: (يعني بالعين النُّجْلَ العيون عظامها). وقال النسفي: (﴿عِينٌ﴾ جمع عيناء أي نجلاء واسعة العين).
التأويل الثاني: (العين: الحسان العيون). فعن مجاهد: (﴿عِينٌ﴾: حسان العيون).
التأويل الثالث: (العين: شديدات بياض العين شديدات سوادها). قال الحسن: (الشديدات بياض العين الشديدات سوادها).
والتأويل الأول والثاني أقرب لمعنى اللغة. يقال: رجل أعين إذا كان واسع العين بين العين، والجمع عِين. واختاره القرطبي وقال: (وأصله فعْلٌ بالضم فكسرت العين، لئلا تنقلب الياء واوًا. ومنه قيل لبقر الوحش عين والثور أعيق والبقرة عيناء). وقال الحافظ ابن كثير: (﴿عِينٌ﴾: أي حسان الأعين جميلات المظهر عفيفات تقيات نقيات).
ثم قال سبحانه: ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾. أي مصون. وفيه تفاسير:
التفسير الأول: قيل شبههن ببطن البيض تحت القشر لشدة بياضه، وذلك أنه لم يمسّه شيء.
فعن السدي: (﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ قال: البيض حين يُقْشَر قبل أن تمسَّه الأيدي).
وعن ابن عباس: (شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسّه الأيدي).
وقال عطاء: (شبهن بالسِّحاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض).
قال الجوهوي: (وسَحَاة كل شيء قشرة والجمع سَخام. وقال ابن جرير: (هو القشر الرقيق الذي على البيضة بين ذلك). وقال ابن كثير: (وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان، وقد شبههن بالبيض المكنون كيف أن البيضة المكنونة بالقشرة الخارجية لم تمسَّها يد، فهن كذلك من حيث أنهن لم يمسهن أحد، وبياضهن دقيق كرقة البيضة من الداخل بيضاء شفافة). قال القرطبي: (والعرب تشبه المرأة بالبيضة لصفائها وبياضها).
التفسير الثاني: قيل بل شبهن بالبيض الذي يحضنه الطائر وهو إلى الصفرة أميل، فشبه بياضهن في الصفرة بذلك.


الصفحة التالية
Icon