خلاصة في البياض الفاتن الجذّاب، وغاية في الرقة والحسن: كرقة جلدة البيض الداخلية، وكحسن وصفاء البيض داخل القشرة، وكبيض النعام المغطّى بالريش وكاللؤلؤ في أصدافه، عذارى لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، وزوّدهن بأسباب الفتنة والرقة والجمال تكرمة الله لأهل الإيمان.
٥٠ - ٧٤. قوله تعالى: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤)﴾.
في هذه الآياتِ: يخبر سبحانه عن بعض حديث أهل الجَنَّة وهم يتذكرون حوادث الدنيا التي صمدوا لها وعاكسوا أهواء الشياطين وأهل الهوى فيها، وهو جلوس اليوم على السرر يتنادمون ويتسامرون على شرابهم وطعامهم وفي اجتماعاتهم ولقاءاتهم ومجالسهم، والخدم يحيط بهم من كل جانب يتسابقون لخدمتهم وتوفير أطيب الطعام لهم وألذ الشراب وأجمل اللباس والرفاه والنعيم. فقال قائل منهم: إني كان لي صاحب بقي على الكفر وكان يقول - للمؤمن - مستبعدًا: أأنت تصدق بالبعث بعد الفناء، وبالحساب بعد انعدام البقاء، وقد صارت الأجساد عظامًا ورفاتًا! فاطلع المؤمن من مجلسه في الجَنَّة فاأصره الله مقعد صاحبه في جهنم، فحمد الله قائلًا له: والله إنك