وقوله: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: ليس كمثله شيء). وقال قتادة: (مثله أنه لا إله إلا هو، ولا ربّ غيره).
قال ابن جرير: (يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدس).
وقوله: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. أي: العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره شؤون خلقه وفي قدره وشرعه وجميع أفعاله.
٢٨ - ٢٩. قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٩)﴾.
في هذه الآيات: ضربُ الله المثل لمن عدل به شيئًا من خلقه، وإنما المشركون متبعون لأهوائهم، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
فعن قتادة: (قوله: (﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ﴾. قال: مثل ضربه الله لمن عدل به شيئًا من خلقه، يقول: أكان أحدكم مشاركًا مملوكه في فراشه وزوجته، فكذلكم الله لا يرضى أن يعدل به أحد من خلقه).
وقال ابن زيد: (هل تجد أحدًا يجعل عبده هكذا في ماله، فكيف تعمد أنت وأنت تشهد أنهم عبيدي وخلقي، وتجعل لهم نصيبًا في عبادتي، كيف يكون هذا؟ قال: وهذا مثل ضربه الله لهم).
وقوله: ﴿تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾.
قال ابن عباس: (يقول: تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضًا).