الأموال والأبدان ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ يقول: بما أسلفوا من سَيِّئ الأعمال بينهم وبين الله، وركبوا من المعاصي ﴿إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ يقول: إذا هم ييأسون من الفرج. والقنوط: هو الإياس).
ويُسْتثنى من ذلك أهل الإيمان، فإنهم يتقلبون بين الصبر والشكر.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [هود: ٩ - ١١].
ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [عجبًا لأمر المؤمن، إن أمْرَهُ كُلَّهُ لهُ خَيْرٌ، وليسَ ذلك لأَحَدٍ إلا للمؤمن: إنْ أصابَتْه سَرَّاءُ شكَرَ فكان خَيْرًا لهُ، وإنْ أصابَتْهُ ضرّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له] (١).
الحديث الثاني: أخرج عبد الله بن أحمد في مسند أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - ﷺ -: [عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له شيئًا إلا كان خيرًا له] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البيهقي والطيالسي بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: [عجبت للمسلم، إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خيرٌ حمد الله وشكر، إنَّ المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه] (٣).
وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.
(٢) إسناده صحيح. رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٥/ ٢٤)، وأبو يعلى (٢/ ٢٠٠)، وكذلك (٢/ ٢٠٥) من طريق آخر. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٨).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الطيالسي (٢١١)، والبيهقي. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٧).