أي: أولم ير الذين يفرحون عند رخائهم ويقنطون عند شدتهم أنَّ الشدة والرخاء بيد الله، يقلب فيهما عباده كيف شاء، إن في هذا التوسيع والتضييق، والفرج والشدة، ، والغنى والفقر، لآيات لقوم يؤمنون بربهم أنه هو الفاعل المتصرف، يقضي بحكمته وعدله بين خلقه.
٣٨ - ٤٠. قوله تعالى: ﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠)﴾.
في هذه الآيات: الأمْرُ بإعانة القرابة المحتاجين، والفقراء المساكين، والمسافرين المنقطعين ببلد الغربة، فإنَّ كل ما بُذل لوجه الله لقي أهله الفلاح والنجاح. والتحذير من الربا والترغيب في الزكاة والصدقات. والتنفير من الشرك، فإن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت، والأوثان والأصنام والطواغيت عاجزة عن بعض ذلك، فتعالى الله عما يشركون.
فعن الحسن: (﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾. قال: هو أن توفيهم حقهم إن كان عندك يسر، وإن لم يكن عندك فقل لهم قولًا ميسورًا، قل لهم الخير). والمسكين: هو الذي لا شيء له يُنْفِقُ عليه، أو له شيء لكن لا يقوم بكفايته، وابن السبيل: هو المسافر انقطع ببلد الغربة واحتاج إلى المال وإن كان في بلده غنيًا. والآية: أمر من الله تعالى باعطاء ذي القربى حقه من البر والصلة والمعونة وكذلك المسكين وابن السبيل.
أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن سلمان بن عامر يبلغ به النبي - ﷺ - قال: [الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرَّحم ثِنْتَان، صَدَقَةٌ وصِلَة] (١).