لخيمةً من لؤلؤةٍ واحدة مجوّفة، عرضها (وفي رواية: طولها) ستون ميلًا، في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن، وجنتان من فضة آنيتُهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن] (١). أي جنة إقامة وخلود.
وقوله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾. أي متكئين على أرائكها، متربعين على سررها، يأتيهم الخدم فيها بألوان الفاكهة وألذّ الشراب، من أي نوع شاؤوا ومن أي طعم ولون أرادوا.
وقوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ﴾. قال قتادة: (قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غَيرهم). وقال السُّدي: (قصرن أبصارهن وقلوبهن وأسماعهن على أزواجهن فلا يردن غَيرهم، ﴿أَتْرَابٌ﴾ قال: مستويات، متواخيات لا يتباغضن ولا يتعادين ولا يتغايرن ولا يتحاسدن). وقال مجاهد: ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ﴾: قال: أمثال). أي على سن واحدة وأعمار متماثلة، وعلى ميلاد امرأة واحدة. قال القرطبي: ﴿أَتْرَابٌ﴾: أي على سن واحد، وميلاد امرأة واحدة، وقد تساوين في الحسن والشباب، بنات ثلاث وثلاثين سنة). قال القاسمي رحمه الله: (أي لا ينظرن إلى غير أزواجهن. أو يمنعن طرف الأزواج أن تنظر للغير لشدة الحسن. وهو أبلغ). قلت: وهذا من أجمل المعاني.
وفي لغة العرب: أتراب جمع تِرْب بمعنى مثل. أي: كأنما وقعا على التراب في زمان واحد، فولدا في وقت واحد.
وقوله تعالى: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾. قال السدي: (هو في الدنيا ليوم القيامة). وقال ابن جرير: (هذا الذي يعدكم الله في الدنيا أيها المؤمنون به من الكرامة لمن أدخله الله الجنة منكم في الآخرة). وقال القاسمي: (أي لوقت جزائه. واللام تعليلية. فإن ما وعدوه لأجل طاعتهم وأعمالهم الصالحة. وهي تظهر بالحساب وتقع بعده).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾. قال السُّدي: (رزق الجنة، كلما أُخِذَ منه شيء عاد مثله مكانه، ورزق الدنيا له نفاد). وعن قتادة قال: (أي: مَا لَه انقطاع). وفي