النبي - ﷺ - قال: [إذا ظهَرَ الزِّنا والرِّبا في قرية، فقد أحَلُّوا بأنفسهم عذابَ الله] (١).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة والبزار والبيهقي بسند حسن عن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله - ﷺ - فقال: [يا مَعْشَرَ المهاجرين! خَمْسٌ إذا ابتليتم بِهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهُنَّ: لم تَظْهَر الفاحِشَةُ في قوم قَطُ، حتى يُعلِنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضَتْ في أسلافِهم الذين مَضَوا. ولم ينقصوا المِكْيال والميزان، إلا أُخِذوا بالسنينَ وشِدَّةِ المؤونَةِ وجَوْرِ السُّلْطان عليهم. ولم يَمْنَعوا زكاةَ أموالهم، إلا مُنِعوا القَطْرَ مِنَ السَّماء، ولولا البهائِمُ لم يُمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سَلَّطَ الله عليهم عَدُوًا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لمْ تَحْكُم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيّروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم] (٢).
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - ﷺ -: [لَيَشْرَبَن ناسٌ من أمتي الخَمْرَ، يُسَمُّونَها بِغير اسْمِها، يُعْزَفُ على رؤوسهم بالمعازف والمُغَنِّيات، يَخْسفُ الله بهم الأرضَ، ويجعَلُ منهم القردة والخنازير] (٣).
والخلاصة: أن انتشار الفواحش والآثام في البلاد ينعكس على أهلها بفساد الأحوال، الأمر الذي يتطلب منهم القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليرفع الله عنهم بذلك ما أصابهم.
وفي صحيح البخاري من حديث أبي قتَادةَ بنِ رِبْعِيّ الأنصاري: [أنه كان يُحدّث أن رسول الله - ﷺ - مُرَّ عليه بجنازة. قال: مُسْتَريحٌ ومُسْتَراحٌ مِنْه. قالوا: يا رسول الله، ما المستريحُ والمستراحُ مِنْه؟ قال: العَبْدُ المؤمن يستريحُ من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجِرُ يستريحُ منه العباد والبلاد والشجر والدواب] (٤).
وفي سنن النسائي وابن ماجة بسند حسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -:
(٢) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة (٤٠١٩) - كتاب الفتن. باب العقوبات. ورواه البزار والبيهقي بألفاظ متقاربة. وانظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٢٤٥).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في السنن (٤٠٢٠) - كتاب الفتن. باب العقوبات. انظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٢٤٧)، ومشكاة المصابيح (٤٢٩٢).
(٤) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٥١٢) - كتاب الرقاق، باب سَكَرات الموت.