بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٥. قوله تعالى: ﴿الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾.
في هذه الآيات: انتصار الله تعالى لهذا القرآن العظيم، الذي فيه هدى ورحمة للمحسنين، الذين يقيمون الصلاة بأركانها وواجباتها، ويؤتون الزكاة بمقاديرها ومواقيتها، وهم بالآخرة مؤمنون. أولئك أهل الهداية من ربهم وأولئك هم الفائزون.
فقوله تعالى: ﴿الم﴾. مفهومه كسابقه في أول سورة البقرة وآل عمران. وهو أنّ هذا القرآن هو من جنس هذه الأحرف التي يتخاطب العرب بها، وهو مع ذلك يتألق في إعجازه ويتحدى الخلق جميعًا أن يأتوا بسورة من مثله.
وقوله تعالى: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ - انتصار لهذا القرآن الحكيم بيانًا وتفصيلًا.
وقوله تعالى: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾. قال ابن جرير: (يقول: هذه آيات الكتاب بيانًا ورحمة من الله، رحم به من اتبعه وعمل به من خَلْقِه. وقوله: ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾ وهم الذين أحسنوا في العمل بما أنزل الله في هذا القرآن).
وقوله: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ بالنصب على الحال. والإحسان هنا حسن الامتثال لأوامر الشريعة كما يدل عليه ما بعده من تفصيل.
وفي صحيح مسلم من حديث عمر مرفوعًا: [الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك] (١).
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٣٠). وانظر مختصر صحيح مسلم- حديث رقم (٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon