وفي لفظ من حديث أبي هريرة: [قال: يا رسول الله! ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك] (١).
وفى لفظ آخر: [قال: أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إنْ لا تَكُنْ تراه فإنه يراك] (٢).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾.
أي: إن من إحسان هؤلاء المؤمنين: إقامة الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها، وما يتبعها من نوافل راتبةٍ وغير راتبةٍ، وإعطاء الزكاة المفروضة مستحقيها من الأقارب والأرحام والمساكين، والإيمان باليوم الآخر يوم يقوم الناس لرب العالمين.
قال القاسمي: (والمراد بالزكاة، على أنها مكية، هي مطلق إخراج المال تقربًا بالتصدق منه، وتزكية للنفس بإيتائه، من وصمة البخل والشح المردي لها. لا أنصباؤها المعروفة، فإنها إنما بُيِّنَت بالمدينة).
وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
أي: هؤلاء على بصيرة ونور من ربهم، ومنهج صائب غايته الفلاح في الدنيا والآخرة.
٦ - ٧. قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٧)﴾.
في هذه الآيات: ذكر حال الأشقياء عقب ذكر صفات السعداء، فأهل الشقاء في لهو ولعب واستهزاء بالدين، ولهم عذاب مهين.
فقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾. إخبار عن حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الوحي إلى
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح -حديث رقم- (١٠) - كتاب الإيمان. باب: الإسلام ما هو وبيان خصاله، في أثناء حديث طويل.