الحديث الرابع: أخرج الترمذي وابن حبان بسند حسن لغيره عن أبي ذر مرفوعًا: [تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة] (١).
وقوله: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾. قال الضحاك: (يقول: بالخيلاء).
قال ابن كثير: (أي: جذلًا متكبِّرًا جَبّارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يُبْغِضكَ الله، ولهذا قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾، أي: مُختال مُعْجَب في نفسه، فخور أي: على غيره).
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾. قال قتادة: (متكبر ذي فخر).
وقال مجاهد: (متكبر. وقوله ﴿فَخُورٍ﴾ قال: يعدّد ما أعطى الله، وهو لا يشكر الله). وفي سورة الإسراء. قال جل ثناؤه: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء: ٣٧].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - ﷺ - قال: [بينما رجل يمشي في حلة تُعْجِبُه نفسُه، مُرَجِّلٌ رأسَهُ، يَخْتَالُ في مِشْيَتِهِ، إذ خسف الله به، فهو يتجلجَلُ في الأرض إلى يوم القيامة] (٢).
وعند البيهقي بسند حسن عن أنس أن النبي - ﷺ - قال: [لو لم تكونوا تُذنبون، لخِفْتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك، العُجْبَ العجب] (٣).
وفي لفظ غيره: [لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم أكثر من ذلك: العجب].
وقوله: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾. أي: امش مَشْيًا وَسَطًا عَدْلًا ليس بالبطيء المتثبِّط ولا بالسريع المُفْرِط. قال ابن جرير: (يقول: وتواضع في مشيك إذا مشيت، ولا تستكبر، ولا تستعجل، ولكن اتئد).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٠/ ٢٢١)، (١٠/ ٢٢٢)، وأخرجه مسلم (٢٠٨٨).
(٣) حديث حسن. أخرجه البيهقي، وبنحوه العقيلي (١٧١)، وابن عدي (١/ ١٦٤)، والقضاعي في "مسند الشهاب"، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٦٥٨).