٢ - وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود: ١٠٨].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ يدخل الجنة يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا تَبْلى ثِيابُهُ ولا يفنى شبابه] (١).
وفيه أيضًا عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ينادي مُنَادٍ: إنَّ لكمْ أن تَصِحُّوا فلا تَسْقَموا أبَدًا، وإنَّ لكم أن تَحْيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَنْعموا فلا تبأسوا أبدًا] (٢).
٩ - ١٢. قوله تعالى: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢)﴾.
في هذه الآيات: التقريعُ على المشركين في كفرهم وشركهم باللَّه الذي خلق الأرض في يومين، وخلق فيها الجبال وبثّ فيها الدواب وقدّر فيها الأقوات في أربعة أيام، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات، وقدّر في كل سماء مقاديرها، وزين السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا من استراق الشياطين، ذلك تقدير العزيز العليم.
فعن السدي: (﴿خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ قال: في الأحد والاثنين). قال ابن جرير: (وذلك يوم الأحد ويوم الاثنين، وبذلك جاءت الأخبار عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقالته العلماء). قال ابن كثير: (فالجمهور على أنها كأيامنا هذه).
قلت: وقد جاء تفصيل بدء الخلق في حديث الإمام مسلم والإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيدي فقال: [خلق اللَّه التربة يوم

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٣٦) - كتاب الجنة ونعيمها، باب في دوام نعيم أهل الجنة، ورواه أحمد (٢/ ٣٦٩)، (٢/ ٤٠٧)، والدارمي (٢/ ٣٣٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٨٣٧) - الكتاب السابق، الباب السابق.


الصفحة التالية
Icon